2024-03-19


المعلم: اتفاق وقف الأعمال القتالية يعكس ثقة الدولة السورية بالنصر على الإرهاب. فرصة حقيقية لتسوية سياسية للأزمة

2016-12-29

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن اتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يدخل حيز التنفيذ الليلة يعكس ثقة الدولة السورية والجيش والقوات المسلحة بالنصر على الإرهاب لافتا إلى أنه فرصة حقيقية للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة.

وقال المعلم في حوار مع التلفزيون العربي السوري اليوم “هذا الاتفاق جاء بعد انتصار حلب.. ويعكس حقيقة أن ما بعد تحرير حلب ليس كما قبله.. وبالتالي لابد من الاستثمار السياسي للنصر في حلب.. والخطوة الأولى أمام هذا الاستثمار هي وقف الأعمال القتالية”.

وأوضح المعلم أن هذا الاتفاق يحمل فارقا كبيرا مقارنة مع الاتفاقات السابقة من حيث الضمانات التي حصلنا عليها وقوة الالتزام بها بدليل أن من أعلن في موسكو عن الاتفاق هو الرئيس فلاديمير بوتين شخصيا.

وأضاف المعلم “نحن نثق بالضامن الروسي لأنه كان شريكنا في مكافحة الإرهاب وهذا الضامن أكد لنا أن كل خرق ستتم مواجهته.. وأن الفصائل التي لم توقع الاتفاق هي فصائل إرهابية كما ستكون هناك آلية للرقابة على الخروقات.. ولن يسمحوا بالخروقات سواء كان عبر الحدود أو في المناطق التي فيها المسلحون”.

وحول الدور التركي في الاتفاق ولاسيما أن تركيا انخرطت بشكل مباشر في تمويل ودعم الإرهاب والإرهابيين قال المعلم “إن تركيا دولة معتدية ومحتلة لأجزاء من الأرض السورية لكن اليوم هناك واقع.. السؤال الذي يطرح من أين جاء هؤلاء.. ألم يأتوا عبر الأراضي التركية.. ألم يتم تدريبهم هناك وتمويلهم وتسليحهم.. ولذلك نحن نثق فقط بالضامن الروسي والدور الإيراني ولا نثق بالدور التركي إطلاقا.. ولا وثيقة من الوثائق التي تم التوقيع عليها فيها ذكر لتركيا”.

وأوضح المعلم أن الجانب السوري أبلغ الأصدقاء الروس والإيرانيين عدم ثقته بالدور التركي وقال “إذا كان هناك كما فهمنا ضرورات أدت إلى تحولات في الموقف التركي فهذه لا تعنينا.. نحن ثقتنا بالموقف الروسي والإيراني.. طالما تركيا تحتل أجزاء من أراضي سورية وتعتدي على شعبنا في مناطق عديدة وبنفس الوقت تفتح حدودها لدخول الإرهابيين ستظل عدوة لسورية.. تركيا ليست شريكة معنا ونحن لن نتحاور معها”.

وأشار المعلم إلى أن الاتفاق لا يشمل تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين والفصائل المرتبطة بهما كذلك الفصائل التي لم توقع الاتفاق وقال “بالتالي هناك مهام لقواتنا المسلحة ستواصلها ولن تتوقف عنها.. وهناك في نفس الوقت فرصة حقيقية لكي نصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سورية تنهي سفك الدم وتؤسس لمستقبل البلاد”.

وردا على سؤال حول التنسيق السوري الروسي قبل إعلان الاتفاق قال المعلم “كانت هناك اتصالات على مختلف المستويات بين الرئيس بشار الأسد والرئيس فلاديمير بوتين وبيننا وبين الجانب الروسي ولذلك تم بشكل مشترك التوصل إلى صياغة مقبولة من الجانب السوري”.

وبشأن تعديلات اقترحتها سورية وحلفاؤها على الاتفاق قال المعلم “كأي وثيقة تخضع للأخذ والرد هذا شيء طبيعي.. والأخذ والرد الذي جرى تم التوصل من خلاله إلى تفاهم بيننا وبين الجانب الروسي وعلى هذا الأساس تم توقيع الاتفاق.. لم يفرض علينا شيء على الاطلاق.. كان هناك أخذ ورد وتفاهم وبناء على هذا التفاهم تم التوقيع”.

وعما إذا كان الاتفاق يوفر أرضية مناسبة للذهاب إلى حوار سياسي قال المعلم “إن الدولة السورية قدمت فرصة تستجيب لطموحات شعبها لأنها تريد مخرجا من هذه الأزمة وهذه الفرصة حقيقية فمن يرد فعلا مصلحة الشعب السوري يجب أن يستغل هذه الفرصة ليذهب إلى التسوية السياسية بكل موضوعية وقلبه وعقله على مستقبل سورية وليس على مستقبل الآخرين”.

وأضاف المعلم “نحن مسؤولون كدولة عن أمان شعبنا وعندما نستشعر أن في منطقة ما خطرا يجب أن نعالجه.. وكلنا احتفلنا بتحرير حلب لكن حلب حتى الآن ليست آمنة بالمعنى العسكري بسبب وجود مجموعات مسلحة بالقرب من أحياء حلب الغربية مازالت تعتدي بالقذائف العشوائية على أحياء في حلب.. لا يمكن القبول بهذا الأمر.. وكذلك بالنسبة لدمشق لابد من معالجة هاتين المسألتين”.

وشدد المعلم على أنه يجب على الفصائل التي وقعت الاتفاق أن تبتعد عن تنظيمي”جبهة النصرة وداعش” وتعلن عدم ارتباطها بهما وإلا فسيكون ذلك تحايلا.

وأكد المعلم أن الانتصار في حلب هو الذي أدى إلى وقف الأعمال القتالية من موقع الثقة بالنفس وهو الذي فتح الباب أمام الحوار في الآستانا موضحا أن من يرغب فعلا بإنهاء الأزمة وتلبية تطلعات الشعب السوري فعليه أن يذهب إلى الأستانا للتوصل إلى حل لا أن يطرح أمورا مرفوضة سلفا ويدرك أنها مرفوضة وعليه طرح أمور واقعية تؤدي إلى تفاهم.

وأشار المعلم إلى أنه تلقى اليوم اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد خلاله وقوف إيران إلى جانب سورية فيما تراه مناسبا معيدا التأكيد أن روسيا وإيران حلفاء لسورية ويقفون معها في خندق واحد بمواجهة الإرهاب ولا توجد بينهم أي خلافات.

وقال المعلم “لم أسمع تصريحا روسيا واحدا.. لا من الرئيس فلاديمير بوتين ولا من الوزير سيرغي لافروف يتحدث عن فرض التسوية على الشعب السوري بل يؤكدون أن هذه التسوية هي ملك الشعب السوري وهو الذي يقرر بشأنها”.

وبخصوص عدم مشاركة السعودية وقطر في الاتفاق أشار المعلم إلى أنهما لم تدركا بعد أنهما هزمتا في المسرح السوري وعندما تدركان حجم الهزيمة التي ألمت بهما وبأدواتهما ربما ستكونان قد نضجتا كفاية لإدراك مصالح شعبيهما ولتغيير موقفيهما.

وحول ترحيب المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا بالاتفاق قال المعلم “كنت أتوقع منه أن يكون وسيطا نزيها لأنه مبعوث أممي يمثل الأمم المتحدة.. قبل وأثناء تحرير حلب لم يكن كذلك كأن مؤتمراته الصحفية هو ومساعده إيغلاند جزء من الحملة الإعلامية الغربية التي فبركت على سورية ومع ذلك ربما ذهب مع عواطفه وأنا أدعوه إلى العودة إلى دوره الأممي كوسيط نزيه في حل الأزمة في سورية”.

وعن إمكانية أن يمهد هذا الاتفاق لاتفاق دولي أوضح المعلم أنه من السابق لأوانه القول إن هذا الاتفاق يمكن أن يكون موضوعا دوليا معتبرا في الوقت ذاته أنه من الطبيعي بعد التوصل لهذا الاتفاق أن تتبناه الأمم المتحدة وترحب به دول عديدة في المجتمع الدولي.

وأوضح المعلم أن سورية ستحضر الاجتماع المقرر عقده في الاستانا لأن المبدأ العام في السياسة السورية هو عدم ترك أي محفل للحوار السوري السوري دون المشاركة فيه وقال “سنشارك بذهن مفتوح وفق معطيات الواقع العام في المنطقة وفي الساحة الدولية وكل شيء يطرح قابل للنقاش عدا موضوع السيادة الوطنية وحق الشعب السوري في اختيار قيادته”.

وردا على سؤال حول تصريحات وزير خارجية النظام التركي عن الرئيس بشار الأسد قال المعلم “إن هذا الموضوع ليس من شأنه ولا من شأن أحد.. أصبح هذا من الماضي وليس موضوعا للنقاش.. هذا ملك للشعب السوري وحده ولا نسمح لأحد أن يتدخل بشأن الشعب السوري” مضيفا “إن الرئيس الأسد منتخب وهو رئيس الجمهورية العربية السورية شاء وزير الخارجية التركي أو لم يشأ هذا هو واقعنا ونحن نحترم هذا الواقع ونحترم إرادة الشعب السوري”.

وأكد المعلم أن موضوع السيادة الوطنية ليس شرطا مسبقا في أي اجتماع وهذا جزء من سيادة الشعب السوري وليس موضع تفاوض ولا مساومة وقال “من لا يقبل فعليه ألا يأتي لأن موضوع الرئيس الأسد والقيادة في سورية موضوع يخص الشعب السوري ولا نسمح أن يكون موضع تداول في أي اجتماع.. نحن لا نساوم على سيادتنا الوطنية ولا على خيارات شعبنا.. وهذا أصبح مفهوما للعالم أجمع”.

وعن تصريحات أدلى بها الوزير التركي حول حزب الله قال المعلم “إن عليه أن يقرأ مبادئ القانون الدولي” مشيرا إلى أن حزب الله موجود في سورية بطلب رسمي من الحكومة الشرعية السورية وهذا مختلف تماما في نظرة القانون الدولي عن وجود ميليشيات إرهابية استقدمت من أكثر من مئة دولة عبر الأراضي التركية.

وأكد المعلم أنه بفضل صمود الشعب السوري وقواته المسلحة أصبح موضوع التقسيم الذي أرادوه لسورية وراء ظهورنا موضحا أن ما جرى إعلانه اليوم هو وقف لأعمال قتالية وليس “وقف إطلاق نار” كما أن خطوط التماس هي خطوط مؤقتة لمراقبة الخروقات وتزول بزوال فترة وقف الأعمال القتالية.

وحول الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له السفارة الروسية في دمشق أكد المعلم أن هذا العمل مدان وتجب إدانته عالميا لأن للسفارات حصانتها ولاسيما أن السفارة الروسية استهدفت مرات عديدة بقذائف الهاون.

ولفت المعلم إلى أن أوروبا لم تكن لاعبا سياسيا يوازي حجمها الاقتصادي بل كانت تابعا للولايات المتحدة وفرضت إجراءات قسرية اقتصادية أحادية الجانب على الشعب السوري اثرت في حياة المواطن اليومية مبينا أن كشف مخازن الأسلحة شرق حلب والتي تبين أن صناعتها أوروبية تظهر مدى التآمر على سورية.

وأعرب المعلم عن تفاؤله بتغيير جذري في السياسة الفرنسية لأن الشعب الفرنسي غير راض على سياسة فرانسوا هولاند ما جعله ينسحب من الحملة الانتخابية القادمة.

واعتبر المعلم أن توقيع الرئيس الامريكي باراك أوباما بيانا رئاسيا بتسليح “الفصائل المسلحة” في سورية بأسلحة نوعية يعني أنه ليس طرفا يريد إنهاء الأزمة بل يريد استمرارها لافتا إلى أن هذا القرار يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي الذي لا يريد انتهاء الأزمة في سورية ومعه السعودية وقطر.

وفيما يتعلق بإدارة دونالد ترامب القادمة قال المعلم “سمعنا كلاما إيجابيا لكن ننتظر التطبيق الفعلي.. نحن في سورية جربنا إدارات أسوأ فأي شيء يأتي أفضل.. لكن في النهاية نعتمد على صمود شعبنا وتضحيات جيشنا”.

وأشار المعلم إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي تتحسب كثيرا من انتخاب ترامب ولا تعرف كيف تتصرف بعد أن أعلن أنه سيجعلهم يدفعون ثمن حمايتهم عدا أن وضعهم الاقتصادي صعب بعد أن خسروا 400 مليار دولار عندما قامت السعودية بضخ كميات كبيرة من النفط للتأثير في الأسعار العالمية لضرب إيران وروسيا اقتصاديا.

وقال المعلم “عليهم أن يستخلصوا الدروس والعبر بعد أن هزموا هم وأدواتهم في الميدان والآن توجد فرصة حقيقية لكي نخرج من هذه الأزمة فعليهم أن يعودوا إلى رشدهم ويتطلعوا إلى مصالح شعوبهم ويعيدوا النظر في سياساتهم تجاه سورية واليمن وما يجري في ليبيا والمنطقة كلها لأن الربيع العربي كان خريفا ووبالا على الجميع”.

وحول العلاقات السورية المصرية قال المعلم “إن مصر لم تخط الخطوة المطلوبة باتجاه عودة العلاقات إلى طبيعتها” لافتا إلى أن برنامج “حركة الإخوان المسلمين” في مصر أو غيرها من الدول كان برنامجا تخريبيا وسورية مازالت تعتبر هذه الجماعة تنظيما إرهابيا.

وأكد المعلم أن السوريين الأكراد جزء من الشعب السوري وتطلعاتهم في إطار الجمهورية العربية السورية فيما يتعلق بالثقافة والاجتماع والأمور الحياتية يمكن النظر إليها بإيجابية لكن الأولوية الآن هي لمكافحة الإرهاب لافتا إلى أن الحضن السوري يستوعب الجميع وسورية تفتخر بتنوعها وتعتز به.

وفي ختام حديثه أعرب المعلم عن تفاؤله بأن العام الجديد سيحمل تباشير حل الأزمة في سورية وتباشير انتصار ميداني يستثمر سياسيا من أجل الإسراع في التوصل إلى حل.

 

عرض جميع الاخبار